يعد صندوق الاستثمارات العامة؛ صندوق الثروة السيادية للمملكة، ومن بين أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، والذي يختص بتمويل المشاريع ذات القيمة الاستراتيجية للاقتصاد الوطني السعودي.
وبرز اسم الصندوق في السنوات الأخيرة بإبرامه عدداً من الاستثمارات والصفقات بعدد من دول العالم في مختلف المجالات المتنوعة، وكان من بينها الاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي عام 2021.
ولم تتوقف تلك الاستثمارات على الشركات والكيانات الأجنبية فقط، بل إن الصندوق ودخل في عدد من الاتفاقيات والصفقات مع شركات ومؤسسات محلية لتمكين المنظومة الصناعية في المملكة ودعم نمو شركات القطاع الخاص.
وأبرم الصندوق، الذي تأسس عام 1971، في الفترة الأخيرة عدداً من الصفقات، كان آخرها توقيع اتفاقية اكتتاب للاستثمار في شركة الخريف للبترول، عن طريق الاكتتاب في أسهم تعتزم الشركة إصدارها لزيادة رأس مالها بنسبة 25 %.
وفي الأول من شهر يونيو الماضي، أعلن صندوق الاستثمارات العامة توقيع اتفاقية اكتتاب للاستثمار في شركة أسواق التميمي، سيصبح بموجبها مالكاً لحصة تبلغ 30% من كامل رأس مال الشركة، كما استحوذ الصندوق في الأول من أغسطس الماضي على أكثر من 23 % من شركة الشرق الأوسط لصناعة الورق “موبكو”، بموجب اتفاقية نصت على أن تقوم الشركة بزيادة رأس مالها لأكثر من 866 مليون ريال.
وأعلن الصندوق في الثالث من سبتمبر من العام الجاري، توقيع اتفاقية شراء أسهم للاستحواذ على شركة الحديد والصلب (حديد) بنسبة 100%، نصت كذلك على استحواذ “حديد” على أسهم شركة الراجحي للصناعات الحديدية (حديد الراجحي) بنسبة 100%.
وعلق وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر الخريف، على صفقة الاستحواذ على “حديد”، بتأكيده أن تلك الخطوة ستؤدي لإنشاء أكبر كيان لصناعة الحديد في الوطن العربي بطاقة تتجاوز 7.5 مليون طن سنوياً.
وأكمل الصندوق في الخامس من سبتمبر الماضي، بيع حصته البالغة نحو 8.5 مليون سهم في شركة الغاز والتصنيع الأهلية “غازكو”، والتي تمثل نسبة 10.92% من رأس مال شركة الغاز، لشركة “جدوى” للاستثمار مقابل أكثر من 491 مليون ريال.
وأعلن في مايو الماضي تأسيس شركة “بدائل” للمساهمة في الحد من انتشار التدخين بالمملكة، والذي سيعمل على توفير بدائل جديدة مبتكرة للمدخنين أقل ضررًا، تسهم في الحد من الأمراض الناجمة عن التدخين.
ودخل الصندوق مجال الاستثمار في السيارات بتوقيعه اتفاقية مشروع مشترك مع شركة “هيونداي موتورز”؛ بهدف إنشاء مصنع عالي الأتمتة لتصنيع السيارات في المملكة، حيث ستبلغ حصة الصندوق في المشروع المشترك 70%، ويستهدف إنتاج ألف سيارة سنوياً وتوفير آلاف فرص العمل.
ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة عدداً من الشركات الناشطة في مختلف المجالات، والتي يقوم من خلالها بإبرام عدد من الاستثمارات والصفقات، مثل استحواذ شركة تأجير الطائرات “أفيليس” المملوكة له بالكامل على منصة تشغيل وتأجير الطائرات التابعة لـ “ستاندرد تشارترد” في الـ 28 من أغسطس من العام الجاري.
وفي الـ 30 من يوليو الماضي، وقعت شركة منارة المعادن للاستثمار، وهي مشروع مشترك بين شركة التعدين العربية السعودية “معادن” وصندوق الاستثمارات العامة، على صفقة للاستحواذ على 10% من شركة فالي للمعادن الأساسية المحدودة “فالي”، في خطوة ترمي لزيادة إمدادات المعادن الاستراتيجية وتمكين المملكة من لعب دور أكبر في سلاسل التوريد العالمية الداعمة لتحول الطاقة.
كما أعلنت شركة “سالك” إحدى شركات الصندوق في الـ 18 من سبتمبر الماضي، أنها زادت حصتها في الشركة الوطنية للتنمية الزراعية “نادك” من 32.46% إلى 38.65%، وكانت تلك الزيادة الثانية لـ “سالك” التي كانت تملك حصة في “نادك” بنسبة 20%.
ولم تتوقف أنشطة صندوق الاستثمارات العامة على إبرام الصفقات، بل إنها امتدت كذلك لتوقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتطوير المجالات الصناعية والتجارية والتعليمية والسياحية؛ ففي الـ 23 من أغسطس وقعت شركة الطائرات المروحية المملوكة بالكامل للصندوق مذكرة تفاهم مع شركة “التنفيذي” المعنية بإدارة وتشغيل جميع الصالات التنفيذية بمطارات المملكة.
وفي سبتمبر أعلنت شركة “سواني”، الرائدة في قطاع حليب الإبل في المملكة والمملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، تدشين أول متاجرها تحت العلامة التجارية “نوق”، المختصة بمنتجات حليب الإبل.
كما دخل الصندوق مجال التعليم من خلال مجموعة “روشن” أحد المشاريع المملوكة له، بتوقيع مذكرة تفاهم مع الجامعة العربية المفتوحة في الـ 11 من سبتمبر؛ بهدف تعزيز الكفاءات لتقديم أفضل الخدمات التعليمية.
واهتم الصندوق كذلك بمجال التكنولوجيا المبتكرة، من خلال قيام شركة “كروز السعودية” المملوكة له بإبرام اتفاقية مع عدد من الشركات الرائدة عالمياً في هذا المجال؛ بهدف تعزيز استثمارها في خط “أرويا كروز” للرحلات البحرية، وفق ما كشفت عنه الشركة يوم 3 أكتوبر 2023.
وفي الـ 26 من أكتوبر الماضي، وقع الصندوق اتفاقية مشروع مشترك مع شركة “بيريللي للإطارات” الرائدة عالمياً في مجال صناعة الإطارات، لتأسيس مصنع للإطارات بالمملكة، ليكون أول مصنع دولي رفيع المستوى للإطارات يطلق عمليات إنتاجه في المملكة.
ونصت الاتفاقية على أن حصة الصندوق من المشروع الجديد المشترك تبلغ 75%، بينما تمتلك شركة بريللي 25% وتكون شريكاً تقنياً استراتيجياً لدعم تطور المشروع من خلال توفير الخبرات الفنية والتجارية.
ولم تكن تلك الاتفاقية الوحيدة في مجال إطارات السيارات؛ إذ وقعت شركة خدمات البيئة العالمية “ريفايفا” التابعة لمجموعة “سرك” لإعادة التدوير المملوكة للصندوق في الـ 27 من يوليو الماضي، اتفاقية تعاون مشتركة مع (ENRESTEC) المتخصصة في إعادة تدوير الإطارات، وشركة “هامة” القابضة السعودية؛ بهدف إعادة تدوير الإطارات التالفة.
وبدأت “ريفايفا” بالفعل في الخامس من أكتوبر في معالجة 270 ألف طن من إطارات السيارات؛ حيث كانت تستهدف من تلك الاتفاقية تقليل التلوث البيئي بشكل كبير وتشجيع إعادة التدوير والحفاظ على الموارد والاستفادة منها.