استعرض معالي وزير التعليم الأستاذ يوسف البنيان، أبرز التوجهات الإستراتيجية لوزارة التعليم، والأولويات التي تم نهجها لتحقيق هذه المستهدفات التعليمية في ظل رؤية السعودية 2030.
ونوّه معاليه خلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن فعاليات ملتقى ميزانية 2024 بعنوان” الميزانية في إطار تطوير الخدمات الأساسية”، بالمساعي الداعمة من القيادة الرشيدة لقطاع التعليم تحديدا، رافعًا الشكر نيابة عن منظومة التعليم بالمملكة لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- على ما يحظى به القطاع من اهتمام وتقدير.
وأكد توجّه الوزارة بالاهتمام بمخرجات جودة التعليم ركنًا أساسيًّا لأي منظومة تعليمية، واهتمامها بأن تكون لدى الوزارة بيئة تعليمية جاذبة وآمنة، لضمان أمانة وسلامة الطلبة والطالبات الموجودين في أسوار المدارس.
وقال البنيان: يأتي من ضمن اهتمامات الوزارة بمخرجات جودة التعليم، برنامج تنمية القدرات البشرية – الذي يرأسه سمو ولي العهد -، الذي يهدف لأن يكون لدى المملكة مواطنٌ منافس عالميًا، إلى جانب تماشي مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل، مؤكدًا – في الوقت نفسه – أن يكون لدينا عمل حوكمة مؤسسي وعلى أعلى درجة من الشفافية.
وأشار الوزير البنيان إلى تركيز الوزارة على المخرجات والإنتاجية، إضافةً إلى كفاءة الإنفاق، مؤكدًا أن معوقات نجاح أي منظومة، هو عدم توفر جهاز لديه القدرة على إدارة كفاءة الإنفاق، لذلك في وزارة التعليم اليوم منظومة وزارة المالية وكفاءة الإنفاق، وهو ذراع ممكّن لوزارة التعليم لتحقيق رؤية السعودية 2030، والاستفادة الأمثل من المبالغ التي حددتها الحكومة الرشيدة للقطاع، وهذا الإنفاق يعكس اهتمام الدولة – أيدها الله – بالتعليم والمعلمين ومنسوبيه.
ولتحقيق كفاءة الإنفاق في القطاع، أوضح معالي وزير التعليم، أن الوزارة أصبحت جهازًا مشرعًا ومنظمًا، وفصلت جميع الأعمال التشغيلية إلى شركة تطوير، لتركّز الوزارة على دورها الرئيس وهو العمل التربوي والتعليمي، وتحول جميع الأعمال التشغيلية تحت إدارة شركة تطوير القابضة، ولتعزيز العملية التربوية في الميدان، خفّضت إدارات التعليم من 47 إلى 16 إدارة تعليم، وكذلك دمجت مكاتب التعليم لزيادة تحسين الإجراءات وخدمة الميدان والمعلمين والمعلمات والمدارس، إضافةً إلى تخفيض المكاتب من 249 مكتبًا إلى 138مكتبًا.
وأكد البنيان أهمية تفعيل دور مجلس شؤون الجامعات، ليقوم بدوره بوصفه مشروع وإعطاء الجامعات الاستقلالية المنضبطة – بمشيئة الله -.
وحول أبرز الإنجازات المحققة خلال العام المالي 2023، أفاد البنيان بأن وزارة التعليم حققت العديد من الإنجازات في عدد من المجالات على مستوى التعليم العام وأيضًا التعليم الجامعي، مؤكدًا أنه لتحقيق الإنجازات؛ ينبغي توفّر استدامة الأعمال والبناء على المنجزات، فقد عملت وزارة التعليم خلال السنوات الماضية بتركيز على تدعيم الخبرات في منظومة التعليم، وكانت نتائجها واضحة في نتائج امتحانات الطلبة والطالبات في المستوى العالمي، وخاصة في امتحانات “بيزا” حيث تقدمت المملكة في الرياضيات أكثر من 17 مرتبة، وفي العلوم لأكثر من 11 مرتبة، وفي القراءة أكثر من خمس مراتب، عادّاً ذلك إنجازًا حقيقيًّا وتراكميًّا مبنيًّا على عمل مؤسسي من خلال وزارة التعليم، حيث شارك أكثر من 246 ألف طالب وطالبة في محافل دولية وحصلوا على أكثر من 162 جائزة كبرى وخاصة، إضافة لحصولهم على أكثر من 91 ميدالية و 12 شهادة تقديرية، فيما حصل المعلمون والمعلمات على أكثر من 125 جائزة محلية وإقليمية ودولية، وذلك يبرز نوعية منظومة التعليم وخاصة في الميدان التربوي والتعليمي.
وأضاف: فيما يعنى ببرنامج خادم الحرمين الشريفين، فقد ابتعث أكثر من 4400 طالب وطالبة إلى أفضل الجامعات على مستوى العالم، وفيما يختص بالأعمال التشغيلية وتحسين البيئة فهناك أكثر من 90 مشروعًا دخل إلى الخدمة التعليمية، وأعيد تأهيل 707 مدارس في مختلف مناطق المملكة بالتعاون مع وزارة المالية، وكذلك التعامل مع أكثر من 125 مشروعًا متعثرًا، كما عززت الوزارة السعة والطلب في الميدان التربوي.
وفيما يختص بدور القطاع الخاص، أوضح البنيان أن مركزًا لخدمة الأعمال أنشئ في الوزارة بالتكامل مع شركائها في وزارة التجارة ووزارة الاستثمار والبلديات والدفاع المدني، وجهات عديدة لخدمة القطاع الخاص وتقديم الخدمة بشكل أفضل، كما انتهجت الوزارة الانتقال إلى العمل التشاوري ما بين القطاع الخاص والقطاع الحكومي من خلال مجلسين استشاريين، ولديها مجلس استشاري بين القطاع الخاص والوزارة، في التعليم العام وكذلك مجلس استشاري في التعليم الجامعي.
وأكد أهمية دور المسؤولية الاجتماعية في وزارة التعليم، مشيرًا إلى أنه خلال العام 2023، شارك أكثر من 240 ألفًا من منسوبي الوزارة في العمل التطوعي، بالإضافة إلى مؤسسة تكافل التي تقدم في ميزانيتها أكثر من 400 مليون ريال خدمة للطلبة والطالبات في مناطق المملكة المختلفة، كما أنشئ صندوق تكاملي مجتمعي لمنسوبي الوزارة.
وحول المستقبل التعليمي الذي ينتظره ملايين الطلاب والطالبات تحديدًا والمجتمع في المملكة بعامة، أكد معالي الوزير أن دور وزارة التعليم واضح وجليّ، ويقوم على الاهتمام بالمعلم، لأنه لن يكون لديك نظام تعليمي أعلى من مستوى معلميه، إلى جانب تعزيز دور مركز المناهج الموجود في الوزارة، ليكون مركز مناهج تكاملي مع الجهات والشركاء، لأن المناهج الآن هي مجموعة تعليمية مهارية وقيمية.
واختتم الوزير البنيان، مشيراً إلى أنه سيكون لدى وزارة التعليم، استثمار كبير جدًا في التحول الرقمي، لأن الديجتال والتحول الرقمي سيكون له دور كبير في التواصل بين المعلم والطالب، مؤكداً ضرورة تعزيز التواصل كذلك مع الأسرة، الأمر الذي سيسهم في تكوين قاعدة اتصال ونظام تقني يسهل إجراء عمليات التحليل اللازمة للمدارس.