يربو عدد كليات طب الأسنان في المملكة على 27 كلية في مختلف الجامعات الحكومية والأهلية، وتهتم وزارة الصحة وما يتبعها من هيئات بمستوى الأمن الصحي لدى الممارسين الصحيين والطلاب، من خلال دورات تثقيفية مكثفة تُعنى بتدريب الطلاب ولا سيما طلاب الأسنان على كيفية الالتزام بالإرشادات الطبية عند التعامل مع الجمهور لتجنب الإصابة بالعدوى والأمراض المنقولة بالدم.
وأشادت دراسة حديثة نشرتها مجلة “Cureus” العلمية، بمستوى الوعي الصحي لدى طلاب وطالبات طب الأسنان بالرياض، حيث كشفت عن معدلات تطعيم مرتفعة تزيد نسبتها على 95%، ومستويات عالية من التثقيف بشأن الأمراض المنقولة بالدم تزيد نسبتها على 81% بين المشاركين في الدراسة من الطلاب، علاوة على ذلك، أظهر أكثر من 76% معرفة بالعلاج الوقائي فيما يخص إبر التخدير، ما يشير إلى تحسن كبير في ممارسات سلامة الرعاية الصحية.
وركزت الدراسة التي شارك بها عدد من الطلاب في 7 كليات لطب الأسنان بالرياض، على مدى الوعي الصحي بإصابات الوخز بالإبر (NSIs)، والتي تمثل مصدرًا مهمًا للفيروسات المنقولة بالدم ومنها فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، وفيروس التهاب الكبد B (HBV)، وفيروس التهاب الكبد C (HCV)، ومن الضروري اتباع الإرشادات الطبية اللازمة عند التعرض للمرضى بسبب احتمال عدم ظهور أعراض فورية لدى المصابين منهم.
ولفتت إلى دور الجهات المعنية بالتثقيف الطبي في إطلاق مبادرات التعليم والتوعية الشاملة لتعزيز سلامة الرعاية الصحية بين المتخصصين في طب الأسنان، حيث اعتمد جمع البيانات على استطلاع عبر الإنترنت تم إجراؤه على طلاب السنة الثالثة والأخيرة الذين تم اختيارهم من جامعات محددة بالرياض، بهدف تقييم المعرفة والمواقف والتصورات لدى طلاب العام الدراسي 2023-2024 فيما يتعلق بالـ “NSIs” ومخاطرها المحتملة للطبيب والمريض ومراجعي عيادات الأسنان.
وأكدت أن تجويف الفم يعد بمثابة موطن مناسب لانتشار العديد من الكائنات المعدية، مثل الفيروسات الخطيرة المنقولة بالدم، كما عزت زيادة تعرض ممارسي طب الأسنان للأمراض المعدية إلى عدة عوامل، بما في ذلك تقييد الرؤية وإمكانية الوصول، والاستخدام المتكرر لأجهزة توليد الهباء الجوي، والقرب الوثيق بين أطباء الأسنان والمرضى أثناء عمليات العلاج.